فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التسهيل لعلوم التنزيل



.تفسير الآية رقم (15):

{وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)}
{وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً} الضمير للقصة المذكورة أو الفعلة أو السفينة وروي في هذا المعنى أنها بقيت على الجودي حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} تحضيض على الإدَّكار فيه ملاطفة جميلة من الله لعباده، ووزن مذكر مفتعل وأصل مدتكر ثم أبدل من التاء دالاً وأدغمت فيها الدال.

.تفسير الآية رقم (16):

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} توقيف فيه تهديد لقريش والنذر جمع نذير.

.تفسير الآيات (17- 18):

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)}
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ} أي يسرناه للحفظ، وهذا معلوم بالمشاهدة، فإنه يحفظه الأطفال الأصاغر وغيرهم حفظاً بالغاً بخلاف غيره من الكتب، وقد رُوي أنه لم يحفظ شيء من كتب الله عن ظهر قلب إلا القرآن. وقيل: معنى الآية سهلناه للفهم والاتعاظ به لما تضمن من البراهين والحكم البليغة، وإنما كرر هذه الآية البليغة وقوله: {فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 37، 39] لينبه السامع عند كل قصة، فيعتبر بها إذ كل قصة من القصص التي ذكرت عبرة وموعظة، فختم كل واحدة بما يوقظ السامع من الوعيد في قوله: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}، ومن الملاطفة في قوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.

.تفسير الآية رقم (19):

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19)}
{رِيحاً صَرْصَراً} أي مصوته فهو من الصرير يعني الصوت وقيل: معناه باردة فهو من الصر {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} رُوي أنه كان يوم أربعاء، حتى رأى بعضهم أن كل يوم أربعا نحس ورووا: آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر.

.تفسير الآية رقم (20):

{تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)}
{تَنزِعُ الناس} أي تقلعهم من مواضعهم {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} هلكوا بذلك لأنهم طوال عظام الأجساد كالنخل، وقيل: كانت الريح تقطع رؤوسهم فتبقى أجساداً بلا رؤوس، فشبههم بأعجاز النخل لأنها دون أغصان: وقيل: كانوا حفروا حفراً يمتنعون بها من الريح. فهلكوا فيها فشبههم بأعجاز النخل إذا كانت في حفرها.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)}
{أَبَشَراً} هو صالح عليه السلام، وانتصب بفعل مضمر والمعنى أنهم أنكروا أن يتبعوا بشرا وطلبوا أن يكون الرسول من الملائكة، ثم زادوا أن أنكروا أن يتبعوا واحداً وهم جماعة كثيرون {وَسُعُرٍ} أي عناد، وقيل: معناه جنون، وقيل: معناه هم وغم وأصله من السعير بمعنى النار. وكأنه احتراق النفس بالهم.

.تفسير الآية رقم (25):

{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)}
{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا} أنكروا أن يخصه الله بالنبوة دونهم، وذلك جهل منهم، فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء {أَشِرٌ} بطر متكبر.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)}
{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ المآء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أي لهم يوم وللناقة يوم من غير أن يتعدوا على الناقة، فالضمير في {نَبِّئْهُمْ} يعود على ثمود. وعلى الناقة تغليباً للعقلاء، وقيل: إن الضمير لثمود، والمعنى لا يتعدى بعضهم على بعض {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} أي مشهود.

.تفسير الآية رقم (29):

{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)}
{فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ} يعني: عاقر الناقة واسمه قدار وهو أحيمر ثمود وأشقاها {فتعاطى} أي اجترأ على أمر عظيم، وهو عقر الناقة وقيل: تعاطى السيف.

.تفسير الآية رقم (31):

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)}
{صَيْحَةً وَاحِدَةً} صاح بها جبريل صيحة فماتوا منها {فَكَانُواْ كَهَشِيمِ المحتظر} الهشيم هو ما تكسر وتفتت من الشجر وغيرها، والمحتظر الذي يعمل الحظيرة وهي حائط من الأغصان أو القصب ونحو ذلك، أو يكون تحليقاً للمواشي أو السكنى فشبه الله ثمود لها هلكوا بما يتفتت من الحظيرة من الأوراق وغيرها، وقيل: المحتظر المحترق.

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)}
{حَاصِباً} ذكر في [العنكبوت: 40].

.تفسير الآيات (36- 37):

{وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}
{فَتَمَارَوْاْ بالنذر} تشككوا {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ} الضيف هنا: هم الملائكة الذين أرسلهم الله إلى لوط، ليهلكوا قومه. وكان قومه قد ظنوا أنهم من بني آدم، وأرادوا منهم الفاحشة فطمس الله على أعينهم، فاستوت مع وجوههم، وقيل: إن الطمس عبارة عن عدم رؤيتهم لهم، وأنهم دخلوا منزل لوط فلم يروا فيه أحداً.

.تفسير الآية رقم (43):

{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)}
{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ} هذا خطاب لقريش على وجه التهديد، والهمزة للإنكار ومعناه: هل الكفار منكم خير عند الله من الكفار المتقدمين المذكورين، بحيث أهلكناهم لما كذبوا الرسل وتنجون أنتم وقد كذبتم رسلكم؟ بل الذي أهلكهم يهلككم {أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزبر} معناه أم لكم في كتاب الله براءة من العذاب؟

.تفسير الآية رقم (44):

{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)}
{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} أي نحن نجتمع وننتصر لأنفسنا بالقتال.

.تفسير الآية رقم (45):

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}
{سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر} هذا وعد من الله لرسوله بأنه سيهزم جمع قريش، وقد ظهر ذلك يوم بدر وفتح مكة.

.تفسير الآيات (47- 49):

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}
{إِنَّ المجرمين فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ} المراد بالمجرمين هنا الكفار وضلالهم في الدنيا، والسعر لهم في الآخرة وهو الاحتراق، وقيل: أراد بالمجرمين القدرية لقوله في الرد عليهم: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} والأول أظهر {يُسْحَبُونَ فِي النار} أي يجرون فيها {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} المعنى أن الله خلق كل شيء بقدر، أي بقضاء معلوم سابق في الأزل، ويحتمل أن يكون معنى {بِقَدَرٍ} بمقدار في هيئته وصفته وغير ذلك، والأول أرجح وفيه حجة لأهل السنة على القدرية. وانتصب كل شيء بفعل مضمر يفسره خلقناه.

.تفسير الآيات (50- 55):

{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}
{وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بالبصر} عبارة عن سرعة التكوين ونفوذ أمر الله، والواحدة يراد بها الكلمة وهي قوله كن: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ} يعني أشياعكم من الكفار {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزبر} أي كل ما فعلوه مكتوب في صحائف الأعمال {مُّسْتَطَرٌ} أي مكتوب وهو من السطر. تقول سطرت واستطرت بمعنى واحد، والمراد الصغير والكبير من أعمالهم وقيل: جميع الأشياء {وَنَهَرٍ} يعني أنهار الماء والخمر واللبن والعس واكتفى باسم الجنس {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} أي في مكان مرضي.

.سورة الرحمن:

.تفسير الآيات (1- 4):

{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}
{الرحمن * عَلَّمَ القرآن} هذا تعديد نعمة على من علمه الله القرآن، وقيل: معنى علّم القرآن جعله علامة وآية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والأول أظهر وارتفع {الرحمن} بالابتداء، والأفعال التي بعده أخبار متوالية، ويدل على ذلك مجيئها بدون حرف عطف {خَلَقَ الإنسان} قيل: جنس الناس وقيل يعني آدم وقيل: يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا دليل على التخصيص. والأول أرجح {عَلَّمَهُ البيان} يعني النطق والكلام.

.تفسير الآية رقم (5):

{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}
{الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ} أي يجريان في الفلك بحسبان معلوم وترتيب مقدر، وفي ذلك دليل على الصانع الحكيم المريد القدير.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}
{والنجم والشجر يَسْجُدَانِ} النجم عند ابن عباس النبات الذي لا ساق له كالبقول، والشجر النبات الذي له ساق، وقيل: النجم جنس نجوم السماء. والسجود عبارة عن التذلل والانقياد لله تعالى: وقيل: سجود الشمس: غروبها وسجود الشجر ظله.

.تفسير الآيات (7- 9):

{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}
{وَوَضَعَ الميزان} يعني الميزان المعروف الذي يوزن به الطعام وغيره، وكرر ذكره اهتماماً به وقيل: أراد العدل {وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان} أي لا تنقصوا إذا وزنتم.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)}
{لِلأَنَامِ} أي للناس وقيل: الإنس والجن وقيل: الحيوان كله. الأكمام: يحتمل أن يكون كم بالضم، وهو ما يغطي ويلف النخل من الليف، وبه شُبِّه كم القميص، أو يكون جمع كِم بكسر الكاف وهو غلاف الثمرة.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12)}
{العصف} ورق الزرع وقيل: التبن {والريحان} قبل هو الريحان المعروف، وقيل: كل مشموم طيب الريح من النبات، وقيل: هو الرزق.

.تفسير الآية رقم (13):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الآلاء هي: النعم. واحدها إلى على وزن مِعْي. وقيل: ألى على وزن قضى. وقيل: أَلَيْ على وزن أمد أو على وزن حصر، والخطاب للقلين الإنس والجن بدليل قوله: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثقلان} [الرحمن: 31]. روي أن هذه الآية لما قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت أصحابه فقال: جواب الجن خير من سكوتكم. إني لما قرأتها على الجن قالوا: لا نكذب بشيء من آلاء ربنا وكرر هذه الآية تأكيداً ومبالغة وقيل: إن كل موضع منها يرجع إلى معنى الآية التي قبله فليس بتأكيد، لأن التأكيد لا يزيد على ثلاث مرات.

.تفسير الآيات (14- 15):

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}
{خَلَقَ الإنسان مِن صَلْصَالٍ كالفخار} الإنسان هو آدم، والصلصال الطين اليابس، فإذا طبخ فهو فخار {وَخَلَقَ الجآن مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} الجان الجن يعني إبليس والد الجن، والمارج اللهيب المضطرب من النار.

.تفسير الآية رقم (17):

{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
{رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين} يريد مشرق الشمس والقمر ومغرب الشمس والقمر. وقيل: مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما.

.تفسير الآيات (19- 20):

{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)}
{مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ} ذكر في الفرقان، أي يلتقي ماء هذا وماء هذا، وذلك إذ نزل المطر في البحر على القول بأن البحر العذب هو المطر، وأما على القول بأن البحر العذب هو الأنهار والعيون، فالتقاؤهما بانصباب الأنهار في البحر، وأما على قول من قال إن البحرين بحر فارس وبحر الروم، أو بحر القلزم الأحمر واليمن فضعيف لقوله في [الفرقان: 53] {هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} وكل واحد من هذه أجاج، والمراد بالبحرين في هذه السورة ما أراد في الفرقان {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ} أي حاجز يعني جرم الأرض، أو حاجز من قدرة الله {لاَّ يَبْغِيَانِ} أي لا يبغي أحدهما على الآخر بالاختلاط، وقيل: لا يبغيان على الناس بالفيض.

.تفسير الآية رقم (22):

{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)}
{يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ} اللؤلؤ كبار الجوهر والمرجان صغاره، وقيل: بالعكس وقيل: إن المرجان أحجار حمر، قال ابن عطية: وهذا هو الصواب وأما قوله منهما ولا يخرج إلا من أحدهما، فقد تكلمنا عليه في فاطر.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)}
{وَلَهُ الجوار المنشئات فِي البحر كالأعلام} يعني السفن وسماها منشآت لأن الناس ينشؤونها، وقرأ حمزة وأبو بكر المنشِئات بكسر الشين بمعنى أنها تنشىء السير او تنشئ الموج، والأعلام الجبال شبه السفن بها.